قصة الغربان السبعة

 قصة الغربان السبعة

قصة الغربان السبعة

يحكى في قديم الزمان وفي مكان بعيد في وسط الجبال العالية وبين جبلين من هذه الجبال كان هناك واد اخضر جميل يعبره جدول من الماء الصاف العذب بنى حطاب منزله الحجري بجانب هذا الجدول

كان الحطاب متزوجا وله سبعة اولاد وبنت واحدة وكان يضطر في كثير من الاحيان الى السفر من المنزل الى مكان عمله لذا فقد كانت زوجته تواجه صعوبة في تربية الابناء بمفردها لم تكن الام تواجه اي مشكلة مع ابنتها لانها كانت مهذبة ولطيفة وحنونة مع والدتها اما الاولاد فقد كانوا سبب معاناتها و شقائها لانهم كانوا مشاغبين و وقحين ولم يكنوا اي احترام لوالدتهم اما الام المسكينة فقد كانت قلقة جدا عليهم .

عندما عاد الزوج الى المنزل منهكا بعد اسبوع من العمل الشاق لم تستطع الزوجة المسكينة ان تخبره عن سلوك ابناءها السيء لانها لم ترد ان تقلقه اكثر لذا فقد احتفظت بحزنها في نفسها غير مدركة انه من خلال القيام بذلك بان ابنائها سيزدادون سوءا وفي الواقع عندما لم يكن الوالد في المنزل لمعاقبتهم استمر الاولاد استغلال الوضع الذي استمر في التدهور  

كانت اختهم تعاني في صمت لانها كانت تحب اخوتها حتى ولو كانوا سيئين لكنها احبت امها وكانت تحزن لقلقها ولكونها الاصغر سنا لم يهتم الاخوة ابدا بتوبيخ اختهم لهم 

وفي احد الايام وقع الاخوة السبعة في مشكلة كبيرة حيث نما في الغابة عشب مسموم يتسبب في انتفاخ بطون الحيوانات وقد كان الحطاب يوصي ابنائه دائما بان ماعزهم لا تاكل اي شيء من الغابة ابدا لم ينتبه الاولاد الى كلام والدهم فقاموا بملء كيس من عشب الغابة وخلطوه مع طعام الحيوانات وفي صباح اليوم التالي مرضت الماعز والبقرة وانتفخت بطونهما بشدة حتى لم تتمكنا من الوقوف .

قالت الام المسكينة لن يكون لدينا المزيد من الحليب ولن تنمكن ابدا من صنع الجبن ياالاهي كيف سننجو ضحك الابناء السبعة بخث ولم يدركوا عاقبة فعلهم الشرير فغضبت الام منهم بشدة وقالت يا ليتكم غربانا ولستم ابنائي  وبمجرد ان قالت الام هذه الكلمات حتى غطت سحابة سوداء على ضوء الشمس وفجاة اصبح الجو باردا جدا ومخيفا وتحول الاولاد الى سبعة غربان كبيرة حلقت بعيدا وهي تنعق في السماء 

كانت المراة خائفة وشعرت بالندم الشديد وعند عودة الاب من العمل اكتشف الحقيقة وكان منزعجا للغاية لكنه حاول مواساة زوجته وقال لها ان ماحدث ليس بسببك وانما هو جزاء اعمالهم السيئة التي كانوا يقومون بها لكن المنزل ظل يسوده الحزن والياس 

بعد مرور وقت طويل كبرت الفتاة الصغيرة وكانت لا تزال تتذكر اخوتها ونادرا ما تبتسم حزنا على فراقهم وفي احد الايام طلبت الاذن من والدتها بالذهاب للبحث عنهم فقالت لها سوف اجدهم  اشعر بذلك اشعر بانني ساجدهم وانهم ينتظرونني  لم تستطع الام مقاومة توسلات ابنتها لذا فقد غادرت الفتاة الصغيرة المنزل 

سارت الأخت الصغيرة لمدة يومين عبر الغابة و تسلقت نحو الجبال وسرعان ما نفذت منها مؤونتها من الاكل و الشرب وتمزقت ملابسها لذا فقد كانت تشعر بالبرد و التعب الشديد وفي صباح اليوم الثالث رات كوخا صغيرا وغريبا وسط الضباب اقتربت الفتاة الصغير من الكوخ الذين كان منظره مخيفا وكئيبا لكنها كانت تشعر ان شيئا يجذبها اليه فتحت الاخت الصغيرة باب الكوخ ودخلت اليه فرات طاولة عليها سبعة صحون بدأ قلبها يخفق بشدة وقالت في نفسها لعلي وجدت اخوتي اخيرا كان هناك قدر كبير مملوء بالقمح والشوفان يطبخ على النار 

كانت الفتاة جائعة جدا فسكبت القليل من الطعام في وعاء و اكلته بشراهة ثم صعدت الى الطابق العلوي ووجدت فيه غرفة نوم صغيرة تحوي على سبعة اسرة صغيرة كل منها ببطانية مختلفة عندها ادركت الفتاة الصغيرة والدموع في عينيها انها وجدت اخوتها اخيرا استلقت الفتاة المنهكة من الرحلة الطويلة  على السرير ونامت 

في وقت لاحق عادت  الغربان الى المنزل وجلست حول طاولة المطبخ وقال احدهم لقد اكل احد من حساءنا ولكن من سيأتي الى هنا اجاب الاخر لقد حكم علينا ان نعيش هنا وحدنا في هذه الجبال البعيدة الى الابد لن ياتي احد للبحث عنا وعندما انتهت الغربان من الاكل صعدت الى الطابق العلوي لتنام فيه فوجدت الفتاة الصغيرة نائمة في احد اسرتهم 

قال احد الغربان وهو يلمس اخته الصغيرة بمنقاره بلطف شديد  ولكن هل هذه...... فقال الباقون معا  نعم هذا صحيح انها اختنا الصغيرة في تلك اللحظة فتحت الفتاة الصغيرة عينيها وعندما رات انفسها محاطة بطيور كبيرة الحجم وقبيحة المنظر خافت كثيرا لكن من احد تلك الغربان صدر صوت لطيف يقول لها هل انت اختنا نهضت الفتاة بسرعة فاتحة ذراعيها وهي تقول لقد وجدتكم لقد وجدتكم سنجتمع معا اخيرا قال لها احد تلك الغربان السنا نخيفك لكنها تقدمت نحوهم وعانقتهم جميعا وقالت لهم احبكم كثيرا حتى لو تحولتم الى غربان فانتم لا تزالون اخوتي وعندما سمعوا كلامها تاثروا كثيرا واجهشوا بالبكاء 

سالتهم لما لا تعودون معي الى المنزل اجابوا جميعا معا نود بشدة ان نعود ولكن كيف سنظهر امام والدينا بهذه الاشكال القبيحة اجابت الفتاة الصغيرة امي ستحبكم رغم كل شيء انا متأكدة من ذلك لانها منذ غبتم حزنت حزنا شديدا و لم تتوقف عن البكاء كلما فكرت بكم لذا اصرت الفتاة واقنعت اخوتها بالعودة الى المنزل لذا وافقوا اخير على العودة وقالوا لها لا حاجة لترجعي سيرا على قدميك لاننا سنحملك بينما نطير عودة الى منزلنا وبينما كانوا على وشك المغادرة قال الاخ الاصغر انتظروا لحظة لناأخذ الحجارة البراقة التي وجدناها كهدية لامنا عند العودة عندما رات الفتاة الصغيرة تلك الاحجار قالت انها حقا جميلة جدا لا بد من انها ثمينة و باهظة قال لها احد الغربان قد تكون كذلك لان الغربان كلما رات شيئا يتلألأ اخذته واحتفظت به .

لقد غادروا اخيرا كان العالم مختلفا تماما من الاعلى في البداية كانت الفتاة الصغيرة خائفة لكن الغربان السبعة امسكوا بها بقوة وطاروا بامان بعد مدة راوا الوادي والنهر والمنزل الصغير الذي ولدوا فيه كان الفناء مهجورا وعندما هبطوا على الارض قالت الفتاة الصغيرة انتظروا هنا وانا ساذهب لامي واحضرها دخلت الفتاة الصغيرة بصمت الى المنزل ورات والدتها تجلس بحزن في المطبخ و تبكي احتضنتها وقبلتها ثم قالت امي لقد عدت ولدي مفاجأة كبيرة لك 

خرجت الام الى الفناء ورات الغربان السبعة فاجهشت بالبكاء وقالت ابنائي الصغار اشتقت لكم كثيرا انا اسفت جدا لاني تلفظت بتلك الكلمات ما كان ينبغي ان اقولها قال الغربان نحن ايضا نتأسف عن كل تلك الاعمال السيئة و الشريرة التي صنعناها وبدأوا في البكاء وفي تلك اللحظات تحول الغربان السبعة الى اولاد من جديد وبينما كان الاب حزينا عائدا من العمل سمع صوت الاولاد في فناء المنزل فركض مسرعا نحو الفناء وما ان راى ابناءه احتضنهم مع اختهم الصغيرة وقال الحمد لله انني استطعت رؤية اطفالي مرة اخرى 

مرت السنوات واصبح الكوخ و الاسرة الصغيرة الذكرى الوحيدة لهذه القصة وتبين ان الاحجار التي احضرتها الغربان الى امهم كانت احجارا كريمة ثمينة للغاية لذا فقد مكنت العائلة من العيش في قصر جميل وعاشوا فيه بسعادة الى الابد .

تعليقات

  1. كل التحية الى الاخت الصغيرة الشجاعة👏👏

    ردحذف
  2. شكرا لكم على هذه القصة الجميلة واريد ان احيي خالتي فاطمة وابنتها شيماء وادعوها لقراءة هذه القصة 😘

    ردحذف