قصة بائعة الكبريت

 بائعة الكبريت الصغيرة 

قصة بائعة الكبريت

في يوم من ايام الشتاء القاسية وبينما الثلج يتساقط بغزارة من السماء كانت تسير في الشارع  فتاة صغيرة فقيرة جلست هذه المسكينة  وسط الشارع عارية الراس ترتدي ثيابا بالية و نعلا خشبيا قديما بني اللون كانت قد تركته لها والدتها قبل وفاتها فكان كبيرا جدا عليها وتتعثر كلما حاولت المشيء به  وبينما كانت تعبر الطريق سقطت منها فردتا الحذاء ثم فجأة ظهرت عربة مسرعة على الطريق قفزت الفتاة الصغيرة بسرعة على الرصيف لكن العربة داست فردتا الحذاء و حطمتهما الى اجزاء صغيرة .

وهكذا كان على الفتاة الصغيرة ان تمشي حافية القدمين فتحولت قدماها الصغيرتان الى اللون الاحمر والازرق بسبب البرد الشديد كنت تحمل كمية من اعواد الثقاب في مئزرها القديم وفي يدها حزمة منها لم يشتر احد منها شيئا طول اليوم ولم يعطها احد فلسا واحدا  وكان مئزرها مليئا لاعواد الثقاب فاخرجت حزمة من الاعواد لكي تبيعها للناس فكانت تمشي بين الناس وتنادي كبريت كبريت لكن الفتاة الصغيرة لم ينتبه لها احد من الناس ولم يشتروا منها شئيا طول اليوم 

كانت الفتاة المسكينة جائعة و تشعر ببرد شديد لكنها استمرت بالسير ورقاقات الثلج الابيض تتساقط على شعرها الاصفر الجميل وتتناثر فوق كتفيها الصغيرتين كانت الشموع تلمع من جميع النوافذ ورائحة الاوز المشوي اللذيذة تنبعث من كل المنازل 

وفي زاوية احد المنازل جلست الفتاة الصغيرة مختبأة من البرد ضامة يديها ورجليها الصغيرتين حتى تشعر بالقليل من الدفئ لم تتمكن بائعة الكبريت الصغيرة من العودة للبيت لان الشخص الذي يربيها امرها بان لا تعود حتى تبيع جميع اعواد الكبريت وتحصل على كثير من المال مقابل ذلك الفتاة الصغيرة لم تكن تملك فلسا واحدا لذا فقد خافت ان يضربها او يعابقها على ذلك فحتى غرفتها التي كانت تعيش فيها كانت باردة فلم يكن فيها سوى سرير بال وسقف قديم تصفر الريح من خلاله وباب مهترئ تعبر الرياح الباردة اسفل منه

تجمدت اصابع يديها الصغيرتين من البرد لذا قالت في نفسها اوه قد يوفر عود واحد من اعواد الثقاب القليل من الدفئ  اخرجت الفتاة الصغيرة عودا واشعلته لقد كان لهبه دافئا و مضيئا مثل الشمعة ووضعت يديها فوقه وبالفعل بدا الامر لها كما لو كانت تجلس اما موقد خشب جميل شعرت بائعة الكبريت بالدفئ والحرارة ومدت قدميها لتدفئهما ايضا لكن سرعان ما انطفئ العود واختفى ذلك الموقد الجميل ولم يكن في يدها سوى بقايا عود الثقاب المحترق لذا قامت بفرك عود ثقاب اخر فرات بائعة الكبريت غرفة جميلة ودافئة فيها مائدة كبيرة وعليها فراش ابيض ثلجي وعلى الطاولة اوزة مشوية و محشية بالخضر اللذيذة وسرعان ماقفزت الاوزة تتمايل وتقترب الى بائعة الكبريت وماكادت الفتاة الصغيرة تمسكها لتاكل منها انطفئ العود فتحول دفئ الغرفة و رائحة الطعام الشهية الى ظلام وبرد شديدين 

اشعلت بائعة الكبريت عودا اخر وهذه المرة كانت تجلس امام شجرة الميلاد المزخرفة والمزينة وكانت تحوي الكثير من الاضواء المشتعلة على اغاصنها الخضراء وكان عليها العديد من الصور ذات الالوان المبهجة كما كان اسفلها الكثير من الهدايا المغلفة وما ان مدت الفتاة الصغيرة يدها لتمسك هدية ارتفت اضواء الشجرة اعلى واعلى ورات مثل نجوم السماء ثم رات جدتها التي ربتها واعتنت بها  وكانت تحبها جدا اشعلت بائعة الكبريت عودا اخبر وهذه المرة ظهرت جدتها وكانت مبتسمة و مشرقة جدا 

قالت بائعة الكبريت اووه جدتي خذيني معك ولا تتركيني وحيدة خافت الفتاة الصغيرة ان تختفي الجدة كما اختفى الموقد الدافئ و الاوزة المشوية اللذيذة وشجرة الميلاد الجميلة لذا قامت بفرك حزمة الثقاب بكاملها على الحائط اعطت الحزمة ضوءا ساطعا جدا ومشرقا اقتربت الجدة واحتضنت بائعة الكبريت بين ذراعيها الدافئين وقالت الجدة لها الان سنذهب الى مكان لابرد فيه ولا جوع ولا قلق تبسمت بائعة الكبريت وكانت سعيدة و فرحة مع جدتها وهما يحلقان عاليا نحو السماء .

 في صباح اليوم التالي بقيت الفتاة الصغيرة ذات الاخدود الوردية و الفم المبتسم متكئة على الجدار متجمدة من البرد الذي عصف بها في الليلة الماضية وبيدها حزمة عود الثقاب التي اشعلتها قال الناس المسكينة اشعلتها لتدفئ نفسها  كانت السعادة والسرور باديين على وجه بائعة الكبريت لانها وجدت دفئ جدتها التي ستعتني بها وترعاها و تعوضها عن كل الاحزان التي عاشتها الفتاة الصغيرة. 

    

تعليقات

  1. كل ما اقرا هذه القصة تغلبني الدموع 😭😭

    ردحذف
  2. كم هو قاس هذا العالم الذي نعيش فيه😢

    ردحذف
  3. يجب ان نتذكر هذه القصة كلما راينا طفلا في الشارع 😔😔

    ردحذف
  4. لم اقرا في حياتي قصة احزن من قصة بائعة الكبريت 😿😿😿

    ردحذف