ليلى الحمراء و الذئب - موقع شهريار

 قصة ليلى الحمراء و الذئب

قصة ليلى الحمراء والذئب

في يوم من الايام، كانت هناك فتاة صغيرة لطيفة وكان كل من يراها يحبها بمجرد النظر اليها، ولكن اكثر من كان يحبها هو جدتها، و لم يكن هناك شيء لا تعطيه لصغيرتها ليلى. ذات مرة اعطتها جدتها قبعة صغيرة من المخمل الاحمر، و التي كانت تناسبها تماما لدرجة انها لم تكن ترتدي شيئا سوى تلك القبعة، لذلك كانت تعرف بليلى ذات الرداء الاحمر.

ذات يوم قالت لها امها: تعالي يا ذات الرداء الاحمر، هذه قطع من الكعك الشهي الذي قمت باعداده بنفسي، لتاخذيها الى جدتك، فهي مريضة و ضعيفة و سوف تسر بذلك كثيرا، يجب ان تذهبي الان قبل ان يحل الظلام، و عندما تكونين في الطريق سيري بهدوء و بحرص حتى لا يقع منك لاكعك فلا تحصل جدتك على شيء، و لا تحيدي عن الطريق، وعندما تصلين الى بيت جدتك لا تنسي ان تسلمي عليها و تقبليها قبل ان تركضي في ارجاء المكان.

لا تخافي يا امي ساعتني بها كثيرا، قالت ليلى و هي تضم صندوق الكعك الى صدرها.

عاشت الجدة في بيتها الذي يوجد في الغابة المجاورة للقرية التي تسكن فيها ليلى، و بمجرد دخول ليلى الى الغابة التقى بها الذئب، و لم تكن تعرف المسكينة كم ان الذئب شرير و ماكر، و لم تكن خائفة منه على الاطلاق.

قال الذئب: يوم سعيد، يا ذات الرداء الاحمر.

و انت ايضا، شكرا لك سيدي الذئب، ردت ليلى.

الى اين انت ذاهبة في هذا الصباح الباكر؟

الى جدتي.

ماذا لديك في هذا الصندوق الجميل؟

بعض الكعك الذي قامت امي باعداده، و ساقوم باخذه الى جدتي المريضة، يجب ان تاكل جدتي المسكينة شيئا لذيذا لتتحسن صحتها و تصبح اقوى.

و اين تعيش جدتك يا ترى؟

اجابت ليلى بكل براءة: يقع منزل جدتي اسفل اشجار البلوط الثلاثة الكبيرة، و اشجار الجوز وراءها تماما، لا بد انك تعرف المكان بالتاكيد.

فكر الذئب في نفسه: يا لها من مخلوق صغير ضعيف، و ياله من فم ثرثار تمتلكه هذه الفتاة، ساقوم باكلها هي و جدتها، لكن يجب علي ان اتعامل معها بمكر حتى لا تكشف امري، ثم سانجح في الامساك بهما معا.

مشى الذئب مع ليلى لفترة من الزمن ثم قال: انظري يا ذات الرداء الاحمر الى الزهور هنا كم هي جميلة، لماذا لا ترين اي شيء حولك، و يبدو انك لم تستمعي الى زقزقة العصافير الجميلة، انت تمشين بجدية كما لو كنت ذاهبة الى المدرسة، بينما كل شيء اخر في الغابة هنا مرح!

رفعت ذات الرداء الاحمر راسها لترى اشعة الشمس تتراقص هنا و هناك بين الاشجار، و الزهور الجميلة تنمو في كل مكان، ففكرت في نفسها: يجب ان آخذ لجدتي زهرة او اثنتين، و ستكون سعيدة جدا برؤية ما احضرت لها مع الكعك، ان الوقت مبكر جدا، لذا ساصل الى هناك في الوقت المناسب و قبل حلول الظلام.

وهكذا ركضت ليلى من الطريق الى الغابة لتقطف الزهور، و كلما التقطت واحدة يخيل اليها انها رات واحدة اجمل على مسافة ابعد، و هكذا توغلت اكثر و اكثر في اعماق الغابة.

في هذه الاثناء، ركض الذئب مباشرة الى منزل الجدة و طرق الباب.

من هناك؟ سالت الجدة

غير الذئب صوته بكل مكر و اجاب قائلا: انا ليلى و قد احضرت لك بعض الكعك الشهي الذي قامت امي باعداده.

صاحت الجدة: ارفعي المزلاج عن الباب يا ليلى فانا ضعيفة للغاية و لا استطيع النهوض من فراشي.

رفع الذئب المزلاج فانفتح الباب، و تسلل دون ان يقول كلمة واحدة الى سرير الجدة و التهمها، ثم ارتدى ملابسها و قبعتها و استلقى على السرير و اسدل الستائر.

استمرت ليلى في قطف الزهور واحدة تلوى الاخرى، وعندما جمعت الكثير منها لدرجة انها لم تعد قادرة على حمل المزيد، تذكرت جدتها فانطلقت اليها مسرعة.

لقد فوجئت ليلى عندما وجدت الباب مفتوحا، و عندما دخلت الغرفة كان لديها شعور غريب لدرجة انها قالت في نفسها: يا الهي، كم اشعر بعدم الارتياح اليوم، لكنني مسرورة لاني وصلت الى جدتي اخيرا.

نادت قائلة: صباح الخير يا جدتي.

لكنها لم تتلقى اي رد من جدتها، لذا ذهبت الى السرير و ازاحت الستائر وهناك كانت ترقد جدتها و قبعتها تنزل لتغطي نصف وجهها، لكن شكلها كان غريبا جدا.

قالت ليلى: ما هذا يا جدتي، ان اذنيك كبيرتان جدا

فكان الرد: حتى اسمعك جيدا يا صغيرتي

و عيناك كبيرتان جدا

حتى اراك جيدا يا عزيزتي

لكن يديك طويلتان ايضا يا جدتي 

حتى اعانقك بشكل افضل 

اوه، لكن يا جدتي، يا له من فم كبير و رهيب 

 حتى آكلك

و ما ان قال الذئب هذا حتى وثب من السرير بقفزة و انقض على ليلى ليبتلعها.

بعد ان التهم الذئب ليلى و شبع، استلقى مرة اخرى على السرير و بدا يشخر بصوت مرتفع جدا. في هذه الاثناء كان الصياد يمر بمنزل الجدة ثم سمع الشخير القادم من المنزل، فقال في نفسه: الجدة تشخر بصوت مرتفع جدا يجب ان اطمئن عليها ربما كانت مريضة جدا.

فدخل المنزل و عندما راى الذئب مستلقيا على السرير قال : لقد وجدتك اخيرا ايها المخلوق الماكر الشرير، لقد كنت ابحث عنك منذ فترة طويلة.

وبينما كان الصياد على وشك اطلاق النار خطر له ان الجدة ربما لا تزال على قيد الحياة داخل بطن الذئب لذلك لم يطلق النار بل اخذ مقصا و بدا في قطع معدة الذئب النائم.

بمجرد ان بدا في فتح معدة الذئب راى الرداء الاحمر يلمع في الداخل، فاخذه و سحبه لتخرج ليلى وهي تصرخ قائلة: يا الهي، كم كان المكان مظلما في الداخل.

بعد ذلك خرجت الجدة المسنة حية ايضا لكنها بالكاد كانت قادرة على التنفس. فكر الصياد جيدا ثم قرر انه لن يقوم بقتل الذئب بل سيقوم بملا معدته بالحجارة و رميه في الغابة بجانب النهر. 

عندما استيقظ الذئب كان عطشا فاراد ان يشرب من ماء النهر لكن معدته كانت ثقيلة جدا فسقط في النهر و مات.

في منزل الجدة، كان الثلاثة سعداء جدا، و تشاركوا الكعك الذي احضرته ليلى لجدتها، فتحسنت صحتها، بينما كانت ليلى تفكر في نفسها قائلة: طالما بقيت على قيد الحياة، فلن اترك الطريق بمفردي ابدا، لاركض في الغابة بينما منعتني امي من القيام بذلك.

تعليقات