سندريلا - موقع شهريار

 قصة سندريلا

قصة سندريلا

في قديم الزمان عاش رجل بسعادة رفقة زوجته اللطيفة، و ابنتهما الصغيرة، كانت العائلة سعيدة للغاية، لكن الام قد وافتها المنية قبل ان تشاهد ابنتها تكبر و تتزوج، فقرر الرجل الحزين الزواج من امراة ثانية حتى تهتم بابنته الصغيرة و ترعاها. غير انه تزوج باكثر امراة مغرورة و متغطرسة على الاطلاق، و كان لها فتاتان من زوجها السابق، كانت الفتاتان تشبهان امهما في طباعها، عكس ابنته التي كانت تتمتع بطيبة لا مثيل لها.

لم تكد مراسم الزفاف تنتهي حتى ظهرت الزوجة الثانية على طبيعتها الشريرة، فبدات بمعاملة الفتاة الصغيرة بلؤم شديد، لانها لم تستطع تحمل خصالها الطيبة، فهي تجعل من ابنتيها تبدوان اكثر بغضا بتصرفاتهما. لذلك وظفتها للقيام بجميع اعمال المنزل الشاقة، كانت تنظف الاطباق، والطاولات، و تغسل الملابس و تجففها، ثم تنظف غرفة السيدة و بناتها، وكانت عندما تنتهي تستلقي على سريرها البائس و المصنوع من القش في العلية، بينما ترقد اخواتها في غرف جميلة على اسرة من احدث صيحات الموضة، و لايتوقفن عن استعراض ملابسهن و التفاخر بجمالهم امام المرآة الكبيرة التي يمتلكنها طوال اليوم. 

لقد تحملت الفتاة المسكينة كل شيء بصبر، و لم تجرؤ على اخبار والدها لانه كان سيلومها هي على كل شيء، فقد اصبحت تحت سيطرة زوجته المتحكمة و يخاف ان تغضب عليه. عندما كانت الفتاة المسكينة تنتهي من عملها كانت تجلس بجانب المدخنة في الرماد، وهو ما جعل اخواتها المتنمرات يطلقن عليها اسم سندريلا و الذي يعني حاملة الرماد، بينما كان الاسم الذي اعطته لها في الحقيقة هو ساندي، و مع ذلك و على الرغم من ان سندريلا كانت ترتدي ملابس رثة للغاية، بينما كانت اخوتها ترتدين ابهض الملابس و اثمنها، الا انها كانت اجمل منهما مئة مرة.

وصادف ان اقام الامير حفلة دعا اليها جميع اصحاب الشان في المملكة، و قد تمت دعوة الفتاتان الى الحفلة كذلك، وقد كانتا سعيدتين للغاية، و كانتا مشغولتين للغاية في اختيار العباءات و التنانير، و اغطية الراس التي تناسبهما لحضور حفلة كهذه. وقد شكل هذا الامر عبئا اضافيا على سندريلا لانها هي التي كانت تكوي الملابس و تساعدهن في ارتدائها ثم تكويها مجددا، ولم تتوقفا لدقيقة واحدة عن التحدث عن الحفل و من سيكون حاضرا فيه.

قالت الاخت الكبرى: سارتدي بذلتي المخملية الحمراء مع زخرفة فرنسية.

وقالت الاصغر سنا: اما انا فقررت انني سارتدي ثوبي الثمين المعتاد، لكنني سارتدي فوقه هذا المعطف الزهري المنقوش بالذهب، وبداخله لونه المميز الماسي، ولن يصبح اعتياديا على الاطلاق، بل سيصبح زيي هو اكثر لباس يجلب الانظار في العالم.

ولم يقوما باستدعاء سندريلا لاثارة غيرتها فحسب، وهو مالم ينجحا فيه، بل و ايضا لانهما في حاجة الى مشورتها، لانها كانت تنصحهما دائما بالافضل، بل و حتى انها عرضت مساعدتهما في تصفيف شعرهما لانها كانت تبرع في القيام بذلك، وهو ما كانتا على استعداد تام للقيام به. وبينما هي تفعل ذلك قالتا لها: سندريلا، الن تكوني سعيدة بالذهاب الى الحفلة؟

واحسرتاه! قالت سندريلا، و كيف لمثلي ان يذهب الى مكان راق كذاك. فقالت الكبرى: انت محقة في ذلك، لن يحصل شيء سوى انك ستجعلين الناس يسخرون منا بثيابك الرثة.

كان يمكن لاي شخص اخر ان يقوم بافساد تصفيفتهما، و جعلهما تظهران في مظهر غريب، لكن ليس سندريلا فطيبة قلبها لا توصف، بل اعطتهما اجمل تصفيفتين، و ساعدتهما في اختيار اجمل الملابس، ومع انهما قد قطعا معظم اربطة الملابس في محاولة ارتدائها، غير انهما امتنعتا عن الاكل ليومين كاملين، حتى يكون لديهما شكل نحيف و جميل، و بالفعل فقد نجحتا اخيرا في ارتداء الملابس المناسبة.

اخيرا جاء اليوم الموعود، و ذهبت الفتاتان رفقة امهما الى الحفل، بينما بقت سندريلا تتبعهن بعينيها و هن مغادرات الى ان غبن عن نظريها، فسقطت في البكاء.

وبينما هي على تلك الحال فاذا بعرابتها الجنية تظهر لتسالها: اراك تبكي يا صغيرتي، مالامر؟ مالذي يحزنك لهذه الدرجة؟

اتمنى ان....اتمنى ان استطيع..... غير انها كانت عاجزة عن مواصلة الكلام، فقد قاطعها البكاء و الدموع المنهمرة من عينيها.

 قالت لها عرابتها: انت ترغبين في الذهاب الى الحفلة، اليس كذلك؟

نعم، صرخت سندريلا، مع تنهدت كبير.

فقالت الجنية: حسنا، كوني فتاة جيدة، و ساساعدك على الذهاب الى الحفل، اذهبي الى الحديقة و احضري لي اجمل يقطينة تجدينها.

ذهبت سندريلا بالفعل الى الحديقة و اختارت اجمل يقطينة وقعت عليها عنينيها، مع انها لم تكن تعلم كيف يمكن لهذه اليقطينة ان تاخذها الى القلعة، امسكتها الجنية و افرغتها من الداخل بالكامل ثم طرقت عليها بعصاها السحرية فاذا بها تتحول الى عربة ذهبية جميلة مطرزة بالذهب الخالص.

ثم ذهبت الجنية الى مصيدة الفئران فوجدت فيها ستة فئران، اخذتها ووضعتها جنب الباب لتطلق سراحها واحدا تلو الآخر، و كانت تنقر بعصاها على كل فار قبل ان يخرج من الباب فاذا به يتحول حصانا جميلا على الفور، وحصلت في النهاية على مجموعة من ستة خيول مرقطة فاتنة للغاية.

اذهبي مرة اخرى يا سندريلا الى الحديقة، و ستجدين ستة سحالي خلف دلو الماء، احضريها الي، قالت العرابة

وبلمسة سحرية اخرى حولتهم الجنية الى ستة من المشاة الذين يقفزون خلف العربة باكسسواراتهم المزينة بالذهب و الفضة، و يتشبثون ببعضهم البعض كما لو انهم لم يفعلوا شيئا آخر في حياتهم غير هذا.

استدارت الجنية نحو سندريلا و قالت: حسنا، هل ترين هذه المعدات مناسبة لتاخذك الى قصر الامير؟ هل انت راضية الان؟

اوه، كثيرا، لكني لا املك ملابس مناسبة لهذا الحفل، و لا استطيع ان اذهب بهاته الملابس الرثة

لمستها العرابة بخفة على كتفها، فاذا بملابسها تتحول الى قماش من الذهب و الفضة، و كلها مرصعة بالجواهر، وبعد ان انتهت من ذلك اهدتها زوجا من الاحذية الكريستالية و كانت اجمل احذية في العالم باسره. بعد ان انتهت من الذهول بملابسها الجديدة صعدت سندريلا الى العربة، لكن قبل ان تركب الجنية حذرتها قائلة: يجب ان تعودي قبل منتصف الليل تماما، فاذا تاخرت دقيقة واحدة ستتحول العربة الى يقطينة، و الخيول الى فئران، و الخدم الى سحالي، و تعود ملابسك رثة تماما كما كانت من قبل.

بعد وصول سندريلا الى الحفلة، اصبحت جميع السيدات منشغلات بالنظر الى الملابس الانيقة التي ترتديها هذه الفتاة الحسناء و التي دخلت الى الحفل فجاة لتسرق كل الاضواء منهن و تسحر انظار الحاضرين، و كانت كل واحدة تتخيل كيف يمكن لها ان تصنع ملابس كتلك، و كيف يمكن لهن على مثل هذه الاقمشة الفاخرة، و اين سيجدن الايادي القادرة على صنعها.

قادها الامير الى اكثر المقاعد شرفا، و حتى انه دعاها للرقص معه، وقد رقصت ببراعة شديدة لدرجة ان الجميع اصبحوا يعجبون بها اكثر فاكثر بمرور الوقت، ثم قدمت مجموعة رائعة من الاطباق و الوجبات، غير ان الامير لم ياكل لقمة واحدة، فقد كان مشغولا بالنظر الى سندريلا و لم تفارقها عيناه منذ ان رآها.

لم تتمكن اخواتها من التعرف عليها لشدة جمالها و جمال الثياب الانيقة التي كانت ترتديها، جلس ابن الملك بجانبها ولم يتوقف للحظة عن مجاملاتها و القاء خطبه اللطيفة عليها، و كانت سندريلا تتمتع بكل دقيقة تقضيها في هذا الحفل الفخم، لدرجة ان الوقت مر سريعا فاوشكت ان تدق الساعة الثانية عشر، غير ان سندريلا تذكرت ما قالته لها عرابتها فنهضت و هربت بسرعة ورشاقة مثل الغزلان، لحقها الامير لكنه عجز عن الوصول اليها، ولم يمسك سوى فردة حذائها الزجاجية التي انزلقت من قدمها بينما كانت تركض هاربة.

وصلت سندريلا الى المنزل وهي تلهث، مرتدية ملابسها الرثة القديمة، ولم يبقى من زيها الجميل سوى فردة حذائها الزجاجية. اما في القصر، فكان الامير يسال الحراس اذا ما كانوا قد راوا اميرة تخرج راكضة.

فقال احد الحراس: اميرة! لم ارى احدا يخرج سوى فتاة صغيرة، ترتدي ملابس بالية، و لها مظهر فتاة ريفية فقيرة اكثر من كونها سيدة نبيلة.

وبينما كانت سندريلا في المنزل تشكر عرابتها على ما قامت به من اجلها، و تقص عليها كل ما حدث لها في الحفل، طرقت شقيقتاها الباب، فركضت لفتحه، اه! لقد مر الوقت سريعا، ولم اتخيل انكن ستعدن في هذا الوقت.

ثم تظاهرت بالتثاؤب و تمططت، ثم فركت عينيها كما لو انها استيقظت من النوم لتوها، قالت احدى اخواتها: لو كنت في الحفلة مثلنا لما شعرت بالتعب على الاطلاق، فقد اتت الى هناك اميرة راقية، في غاية الجمال و الكياسة، بل ربما هي اجمل اميرة على الاطلاق.

بدت سندريلا غير مبالية بهذا الامر، لكنها سالتهم ان كانوا قد عرفوا اسمها، لكنهما اخبرتاها بان لا احد تمكن من معرفة اسمها، و قد كان الامير منزعجا للغاية من هذا الامر، فقد غادرت بسرعة عندما كادت الساعة ان تدق الساعة الثانية عشر، و كانت مسرعة لدرجة انها اسقطت احد نعالها البلورية، و الذي حمله الامير بعد ذلك. قالت احد اخواتها: اعتقد ان الامير قد وقع في حبها، فهو لم يفعل شيئا سوى النظر اليها طوال الحفل، يا لحظها!

 ما قالته اخت سندريلا كان صحيحا للغاية، فما هي سوى ايام قليلة حتى اعلن الملك بانه سيتزوج الفتاة التي تناسبها فردة الحذاء. فبدا اولئك الذين و ظفهم الامير في تجربة الحذاء للاميرات، ثم الدوقات و كل البلاط، ولكن دون جدوى. 

تم احضاره للفتاتين ايضا، ورغم انهن بذلن كل ما في وسعهن لوضع قدمهما في الحذاء، غير انهما لم تتمكنا من ذلك. راى مساعد الملك سندريلا خلف الباب تختلس النظر الى فردة الحذاء فدعاها الى تجربتها. غير ان اخواتها انفجرن بالضحك و استدرن الى سندريلا ليسخرن منها و يتنمرن عليها و قلن له: لن يصلح بالتاكيد، فهي لن تفعل شيئا سوى توسيخ الحذاء بقدمها التي يغطيها التراب، الا ترى حالتها!

لكن مساعد الملك رد عليهن قائلا: لكن يجب عليها ان تحاول ذلك، فقد امرني الملك باعطاء فردة الحذاء لكل فتاة ترغب في تجربتها.

وهكذا الزم سندريلا بالجلوس، ووضع الحذاء في قدمها ليجد بانه يركب بسهولة شديدة، و يناسبها كما لو كان مصنوعا من الشمع. كانت الدهشة التي اصابت شقيقتيها كبيرة للغاية، لكنها اصبحت اكبر بكثير عندما اخرجت سندريلا فردة حذائها الثانية و قامت بارتدائها. من شدة الصدمة انهارت شقيقتاها و القتا بانفسهما عند قدميها وهما تطلبان العفو عن كل سوء المعاملة التي عرضوها لها، اخذتهم سندريلا في حضنها و اخبرتهم بانها تسامحهم، و تغفر لهم من كل قلبها، شرط ان يحبوها كما تحبهم هي.

تم نقلها بعد ذلك الى الامير الشاب و لشدة اشتياقه لها فقد رآها اكثر سحرا من اي وقت مضى، وبعد ايام قليلة تزوجها. سندريلا التي كانت تمتلك اكبر القلوب و احنها على الاطلاق، قد اعطت لاخواتها و امها الثانية مسكنا في القصر ليبقين بجانبها، و عاشوا في سعادة الى الابد.

النهاية.

تعليقات

  1. احب موقع شهريار كثيرا واتابعكم انا واختي سوسن واخي هشام وكل يوم نقرا قصة جديدة😍😍😍

    ردحذف
  2. مو معقول سندريلا شو طيبة، كيف قدرت تسكن زوجة ابيها وبناتها بعد كل اللي صار😭😭

    ردحذف
    الردود
    1. بس الحمد لله هي نالت على قد طيبتها😇

      حذف