قصة الاميرة وحبة البازلاء

 قصة الاميرة و حبة البازلاء 

قصة الاميرة وحبة البازلاء

يحكى في قديم الزمان انه كان يعيش ملك وزوجته، في احد اكبر القصور واجملها على مر العصور، وكان لهما ابن جميل المنظر، طويل القامة، ذو شعر اصفر وعينين خضراوتين، و قد كان الابن محبا لقراءة الكتب، ماهرا في المبارزة و ركوب الخيل، كما كان بارعا للغاية في العزف على الة البيانو، ولانه كان مثاليا لم يستطع هذا الامير ان يحب او يتزوج امراة الا اذا كانت تماثله في مهاراته التي يتقنها . 

و في احد المرات، بينما كان الأمير جالسا مع والديه في القصر قال لامه: "يا امي ان الفتاة التي سأتزوجها يجب ان تكون اميرة حقيقية، حساسة ومهذبة، وتملك اخلاقا عالية، يجب ان تكون جميلة من الداخل والخارج،  كما يجب ان يكون لها صوت شجي حتى تتمكن من الغناء اثناء عزفي على البيانو".  قالت الملكة: "بالفعل، ويجب ان تكون شخصا يفكر في مصالح بلدها، تساعد الجميع وتتصرف بعدل".

سافر الامير لعدة بلدان بحثا عن اميرة حقيقية تتمتع بكل تلك الصفات، لكنه لم يجد هذه الأميرة التي طالما تمنى العثور عليها، فعاد محبطا وحزينا الى القصر، فراته الملكة على تلك الحال فحاولت ان تواسيه وقالت له:  "لا تحزن ياولدي يوما ما ستجد الاميرة التي تتمناها انا اثق بذلك". 

وفي احدى الليالي، هبت عاصفة قوية و كانت السماء تمطر بغزارة، وفجأة سمع طرق قوي على باب القصر،اسرع الخادم لفتح الباب لكنه فوجئ عندما راى فتاة جميلة، يتساقط الماء من شعرها وملابسها في تلك العاصفة، قالت الفتاة: "مرحبا انا اميرة البلد المجاور هل يمكن ان اكون ضيفة في هذا القصر حتى تنتهي هته العاصفة القوية ؟"، وعلى الفور صعد الخادم لابلاغ الملك فوافق بسرعة وقال بالطبع ستكون ضيفة عندنا هل سنتركها تذهب في هذا الجو العاصف؟ .

نزل الملك والملكة لرؤية الاميرة، فراوها مبتلة و ترتجف من البرد، قالت الملكة لها: "اجلسي بجانب المدفأة، وساحضر لك بعض الملابس دافئة"، ثم امرت الملكة الخادم بتحضير بعض الحساء الساخن للاميرة، وقالت لها: "يجب ان تأكلي شيئا و ترتاحي قليلا وبحلول صباح الغد ستكون العاصفة قد انتهت".

غيرت الاميرة ملابسها ثم نزلت الى الطابق السفلي، و كان ينتظرها الملك والملكة وابنهما الذي اراد التعرف عليها، جلست الاميرة بهدوء على طاولة الطعام، وقال لها الامير: يؤسفني ماحل بك في هذا الجو القاسي، فقالت له:" شكرا لك يا سيدي  انا اميرة من احدى البلدان المجاورة، و قد كنت في نزهة على حصاني، لكن الجو تغير فجأة وعلقنا في هذه العاصفة لذا اضطرت للمبيت عندكم الليلة"، فاجابها الامير مسرورا : "يمكنك البقاء معنا بقدر ما تشائين ".

همس الامير بهدوء في اذن والدته وقال: هل يمكن ان تكون هذه الفتاة هي الاميرة التي كنا نبحث عنها طويلا ؟ وهل صحيح انها اميرة حقيقية من احدى البلدان المجاورة ؟

قالت الملكة: ربما يا بني، لكن دعنا نتاكد ما اذا كانت اميرة حقيقية فعلا ! و سرعان ما فكرت الملكة بخطة حتى تتأكد من ذلك .

امرت الملكة الخادمة ان تضع حيث ستنام الاميرة، سبعة افرشة من الريش الناعم فوق بعض، ثم قامت الملكة بوضع حبة بازلاء صغيرة اسفل هذه الافرشة، وقالت للاميرة: تفضلي غرفتك جاهزة يمكنك ان ترتاحي الان، فقالت لها الاميرة: شكرا لك سمو الملكة تصبحين على خير .

في صباح اليوم التالي، وفي اثناء تناول وجبة الفطور تحدثت الملكة مع الاميرة، فقالت لها:  صباح الخير ايتها الاميرة، هل نمت جيدا ليلة امس؟ ، فقالت الاميرة: رغم ان السرير بدا مريحا وناعما، الا انني شعرت بشيء مستدير صلب اسفل ظهري، لسوء الحظ لم استطع النوم على الاطلاق . 

عندما سمعت الملكة ذلك من الاميرة فرحت جدا، واشارة لابنها بالموافقة دون ان تنتبه الاميرة لذلك، بعد الافطار مشى الامير والاميرة في حديقة القصر و اخبرته عن بلدها وعائلتها فاعجب بلطافتها وحسن اخلاقها وتواضعها الشديد. 

بعد ان دخل الامير قاعة القصر بدأ بالعزف على البيانو، وفجأة بدأت الاميرة في الغناء، وكان لها صوت شجي وعذب، اثار انتباه الامير واعجب به كثيرا، وقال في نفسه واخيرا وجدت اميرة احلامي .

بعد يومين حان موعد رجوع الاميرة لبلدها، لذا شكرت الملك وزوجته والامير على استضافتهم لها، لم يكن الامير الشاب يرغب في مغادرتها لانه كان متأكدا انها الاميرة التي كانت يبحث عنها منذ مدة طويلة، ولذا بعد مغادرتها جلس مع والديه، واخبرهم انه يريد الزواج من هذه الاميرة المهذبة، و الذكية ذات القلب الطيب، وافق الملك و الملكة على طلبه وحضروا انفسهم للذهاب لبلدها، وطلب الاذن بالزواج من والديها،  وبسرور وافق والدا الاميرة على طلب الزواج، وتزوج الامير الشاب اميرة احلامه وعاشا معا في سعادة الى الابد .



تعليقات

  1. من اجمل القصص التي كنت اقراها وانا صغيرة 😍😍

    ردحذف
  2. لازم نختبر الامير كمان بحبة بازلاء لنشوف امير صح لولا 🙄

    ردحذف