الذئب و الحملان السبعة - موقع شهريار

 قصة الذئب و الحملان السبعة

قصة الذئب والحملان السبعة

في قديم الزمان، كانت هناك نعجة عجوز و كان عندها سبعة حملان تحبهم حبا جما، و تخاف عليهم من كل سوء كخوف اي ام على صغارها. و في احد الايام ارادت امهم الذهاب الى الغابة لتجلب لهم بعض الطعام، و لانها كانت ستبتعد عن المنزل لفترة طويلة، جمعت ابناءها السبعة و قالت لهم: صغاري الاعزاء، يجب ان اذهب الى الغابة و قد اتاخر في العودة، لذلك احترسوا من الذئب الشرير، اذا دخل المنزل فانه سيلتهمكم جميعا، غالبا ما يتنكر الذئب الماكر ليحاول خداعكم، لكن بامكانكم دائما التعرف عليه من صوته الخشن و اقدامه السوداء.

قال الاطفال: حسنا يا اماه، سوف نعتني بانفسنا جيدا، ولن نسمح للذئب الشرير بخداعنا.

فمضت امهم في طريقها و بالها مرتاح على ابنائها.

لم يمض وقت طويل على مغادرة الام حتى طرق احدهم الباب قائلا: افتحوا الباب يا صغاري، لقد عدت باكرا، و قد احضرت هدية لكل واحد منكم.

لكن الحملان الصغيرة ميزت صوته على الفور و ادركت بانه الذئب يحاول خداعهم، فردوا عليه قائلين: لن نفتح الباب فانت لست امنا، صوتها ناعم رقيق، بينما صوتك انت خشن، لابد ان تكون الذئب!

فكر الذئب مليا، ثم احضر معه قمعا صغيرا،  قلبه و بدا يتحدث فيه فاصبح صوته رقيقا، واعاد طرق الباب للمرة الثانية: افتحوا الباب يا صغاري، لا تخافوا فانا امكم، و قد احضرت لكم الكثير من الهدايا.

لكن اقدام الذئب كانت واضحة لهم، فردوا عليه قائلين: انت لست امنا، فامنا لا تمتلك اقدام سوداء كالتي تمتلكها انت، لابد و انك الذئب!

ركض الذئب بسرعة الى الخباز وقال له: لقد اذيت اقدامي و انا اركض في الجبل، من فضلك افركهما ببعض العجين حتى يتوقف الالم.

ثم واصل الذئب طريقه الى الطحان بعد ان قام الخباز بوضع اقدامه في العجين، و قال الذئب للطحان: انثر لي بعض الطحين الابيض على اقدامي. لكن الطحان رفض بعد ان علم ان الذئب يحاول ان يكيد مكيدة لشخص ما، فقال له الذئب: اذا لم تفعل ذلك فلن احصل على طعام، و عندها يجب ان آكلك انت حتى اسد جوعي. فخاف الطحان على نفسه و بالفعل قام بنثر الطحين على اقدامه.

عاد الذئب البائس الى منزل الحملان للمرة الثالثة، فطرق الباب و قال: حسنا يا ابنائي، لقد عدت و احضرت لكم طعاما شهيا، افتحوا الباب و ستسرون برؤية ما احضرت لكم. فرد الصغار قائلين: ارنا اقدامك اولا، و سنسمح لك بالدخول ان كنت بالفعل امنا.

ادخل الذئب اقدامه من النافذة و عندما رات الحملان الصغيرة انها بيضاء، صدقوا كل ما قاله لهم ففتحوا له الباب، لكنهم فوجئوا عندما راوا ان من دخل الباب هو الذئب الشرير و ليس امهم العزيزة. كان الصغار خائفين و حاولوا الاختباء، فقفز الاول ليختبا تحت الطاولة، و الثاني تحت السرير، و الثالث في الموقد، والرابع في المطبخ، و الخامس في الخزانة، و السادس في حوض الغسيل، اما السابع و كان اصغرهم فقد اختبا في صندوق الساعة.

لكن الذئب تمكن من ايجادهم واحدا تلو الاخر في النهاية، و ابتلع الحملان الستة، فلم ينجو سوى الحمل الصغير الذي اختبا في صندوق الساعة. بعدما اشبع الذئب شهيته اخيرا خرج الى المرج الاخضر الفسيح، و قرر الاحتفال بقيلولة تحت اشعة الشمس امام الشجرة، و غط في نوم عميق.

بعد فترة وجيزة عادت الماعز العجوز من الغابة الى منزلها، و ياله من منظر رهيب ذلك الذي راته! كان باب المنزل مفتوحا على مصراعيه، و الطاولة و الكراسي مرمية على الارض، وجدت كل الاواني محطمة، بينما سحبت الالحفة و الوسائد الممزقة من السرير، بحثت على اطفالها و بحثت لكنها فشلت في ايجاد اي اثر لهم، ونادتهم باسمائهم واحدا تلو الاخر، فلم يجب احد، و اخيرا، عندما وصلت الى ابنها الاصغر، اجابها بصوت خافت للغاية: امي العزيزة، انا في صندوق الساعة. اخرجت ابنها برفق، ليخبرها بان الذئب قد اكل بقية اخوته ولم ينجو احد سواه، فاجهشت بالبكاء و هي تضم ابنها الصغير الى صدرها.

بعد لحظات توقفت عن البكاء و اخذت تبحث بكل غضب عن الذئب الشرير الذي التهم ابناءها، فوصلت الى المرج لتجد الذئب مستلقيا تحت الشجرة، و كان يشخر بصوت مرتفع لدرجة ان اغصان الشجرة اخذت تهتز.

نظرت اليه جيدا فرات شيئا يتحرك و يصارع في بطنه المتخمة، فقالت في نفسها: يا الهي، هل من الممكن ان يكون ابنائي لازالوا على قيد الحياة؟ ثم ركضت باقصى سرعة الى المنزل لتجلب معها مقصا و ابرة و خيطا. قطعت الماعز العجوز معدة الوحش الشرير فخرج راس الحمل الاول من بطنه، و هكذا خرج الستة جميعا واحدا تلو الآخر، دون ان يتاذى منهم احد، لا الذئب الجشع ابتلعهم بالكامل.

كانت فرحة الام لا توصف، فقد احتضنها ابناؤها و الدموع تنهمر من اعينهم، بعد فترة قصيرة انتبهت الام مرة اخرى الى الذئب، فامرت ابناءها باحضار بعض الحجارة الكبيرة لتملا بطن الذئب بها بينما لا يزال نائما. فاحضروا الحجارة و ملؤوا بها بطن الذئب و اعادت الام خياطة معدته بسرعة و مهارة شديدة، حتى انه لم يكن على علم باي شيء، و لم يتحرك ابدا.

عندما استيقظ الذئب اخيرا، وقف على قدميه، و بما ان بطنه تملاه الحجارة فقد كان الذئب عطشا للغاية، و اتجه مباشرة الى النهر لشرب الماء، لكن الحجارة الثقيلة جعلته يتعثر في النهر ليسقط فيه و يغرق.

عندما رات الحملان السبعة ذلك، ركضوا الى المكان و صرخوا باقصى صوت: لقد مات الذئب الشرير!لقد مات الذئب الشرير! ورقصوا فرحا بجانب النهر رفقة امهم.  

تعليقات

  1. في البداية خفت فعلا توقعت انو اكلهم وخلاص 😱

    ردحذف
  2. اتمنى ان تذهب الام الى الطحان وتلقنه درسا هو الآخر لانه ساعد الذئب في خدعته الشريرة😡

    ردحذف
    الردود
    1. لكن الذئب هدد باكله ان لم يقم بمساعدته للاسف لم يكن بيده حيلة

      حذف
    2. ادري بس على الاقل كان يخبرهم او يخبر امهم ان الذئب راح يخدعهم 🙄

      حذف